Monday, 21 March 2016

إلى غريب ..


قد نلتقي .. الآن
أعرفك جيداً .. و أبدو مألوفً لديك .. أمنحك حباً لا نهائياً يكفينا إلى ما بعد الأبد و لا أريد منك شيئا بالمقابل .. و كذلك لا أهتم إن كنا سنلتقي مجدداً في هذا العالم الناقص أم لا ..
أن احبك هذا لا يعني بالضرورة أنني أُريد الحصول عليك أو أن أتوقع منك شيئاً محدداً ..

الحب أسمىٰ من ذلك ..

أنت رائع هناك و أنا أراك جميلاً من هنا .. بيننا أحد عشر ميلاً من المسافة .. و حلمان .. و عشرون مني "أنا" .. هي ثلاث و ثلاثون أذن ..

لا ! ..
انا لن أقطعها الآن .. لست أكفي .. أنت أروع من أن أملكك و أنا اصغر من أن أحتويك.. و وعاء الدنيا لن يستوعب ذلك الذي "لا يُشرح"
لكن أتدري اين أجد عزائي ؟؟

أسمع ! ..
 غروباً ما  خارج عقلانية هذا العالم سألقاك سنعرف بعضنا كما نعرف انفسنا .. لن نتكلم .. ستداعب أنت أوتار العود .. و سترقص اصابعي على مفاتيح البيانو.. سأدخل شفرة اللغز ..سنعزف بائحين للكون سرنا .. ستهتز الأوتار سيغوص اللحن فينا موقظاً أرواحنا فتهتز بدورها و تصير أغنية نرتجلها في آن واحد ستتحد أرواحنا ..ستعرف السماء السر.. تهتز الغيوم .. تتجمع تساقط حبات المطر قارعة على طبول الأرض تهمس لها ذلك السر فتهتز مرسلة بحارها نحو الشواطئ كأنها يد تعزف على الصخور..لتخبر الرياح فتشارك هي أيضا و تتسلل بين الجبال لتصدر صوت الناي .. و تتخذ الأشجار قيثارة لها ....
أ يمكنك تخيُل اللحن ؟ .. لا يمكن !

أتدري .. عندها سيهتز الكون كله .. الكواكب ثم المجرات و الزمان و المكان و يتحد كل شيء و حتى اللا شيء .. لنصير سيمفونية تترنّم شوقاً لتعود إلى الوطن ..

الآن في محدودية هذه الحياة فقط كن بخير .. الى ذلك الحين .. و كن بعيداً أعرفك و أبدو مألوف لديك ... أنت في مكانك حيث أنت .. ودعني هُنا .. 


No comments:

Post a Comment