Thursday, 2 July 2015

المتشبثون بالحياة

نحن الرسائل المؤجلة في الأدراج ، الكلمات التي تحذفها الرقابة من النصوص، الطرقات غير المعبّدة

الجمهور المستعد للتصفيق ، المتبرعون بالدم وبالدموع وبالأعضاء ، الحالمون بطائرات تسافر إلى مدن بعيدة ،

اللصوص الصغار الطيبون ، مدمنو المقاهي و التبغ الرخيص، شاربو القهوة الرديئة،


الوجوه البائسة في معارض المصورين الفوتوغرافيين ، القصص الواقعية التي يستوحون منها الأفلام الحزينة

نحن المستمعون الأبديون لأغنيات الحقيبة

الواقعون في سحر موسيقى الجاز وقبعة جيفارا و خطابات عبدالخالق ،

الناخبون الصامتون مُذ وضعنا أصواتنا في صناديق الاقتراع ،

المولودون في مساكن عشوائية و المدفونون في الحدائق العامة وفي المقابر الجماعية،

الجثث المجهولة الهوية ، النازحون من بؤس إلى آخر ،

الموظفون المملون، باعة أوراق اليانصيب المتجولون ، ملمعو أحذية الآخرين

في طوابير طويلة نقف لنحصل على حصتنا من الحياة ،

أمام الأفران و رايات البلاد ودوائر الهجرة والجوازت

نحن السائرون نياماً على حافة الحياة

بأيادٍ أدمتها عصي الجلاد مازلنا نحمل الورد ،

بأقدام شققها الارتحال مازلنا نتقصى أثر الحياة ....

Thursday, 11 June 2015

أتساءل

أتساءل..  لو إمتلك الإنسان القدرة على الكتابة اثناء المشي،  كم كان سيتغير وجه العالم،  يتضاعف عدد القصائد و يقل عدد المصائب و تزداد وتيرة المعرفة
 سيتعاظم شأن الحب و تتهادى الذكريات و تتقاطع الأغنيات و تتنافس الناس فى الحوار فأجسادهم مشغولة بموازنة الخطى مما يحرر عقولهم و يرقق أرواحهم

سيمفونية




الفكرة أن الموسيقى قد تتحمل عبء الأفكار التى تجتاح العالم حين يفيض عنها وعاء اللغة - مثلاً - عن أفكار التنوير،  اليأس،  و التمرد..  إلخ 

Wednesday, 10 June 2015

مساحة

                                   


أين يذهب الموتى؟
للأسف،  لم يعد أحد من الموتى ليخبرنا.
قد لا يذهبون،  ربما لازالوا فى مكان ما و لم نعثر عليهم بعد،  أو هى رغبتهم أن لا نعثر عليهم.  ربما أخطأنا حين اسميناهم "موتى" لأنهم لا يموتون بل ينتقلون خفيفين بلا مراعاة للوقت،  لمشاعرنا و إحتياجنا لهم  تاركين خلفهم "نحن" ضمن كل ذكرياتهم،  أشيائهم،  صفاتهم و حبنا العظيم لهم.  إختاروا الإنتقال فجأة ليتجاوزوا تكاليف الوداع المؤلمة.
و ربما هم لا يموتون و لا حتى ينتقلون بل يصلون قبلنا فقط،  إلى هناك حيث يجب أن نصل كلنا.  ولو عادوا، يوماً لا أجزم سوى بأمر واحد،، سيتناولون أقراص الموت مع الإفطار كل يوم ليعودو من حيث عادوا.
لا يكلفهم إنتقالهم/وصولهم أي عناء،  و لا يستغرقون وقتاً طويلاً فى الإنتقال ب "كلهم" فجأة يرحلون كفقاعة تكونت و اختفت دون أدنى أثر يدل عليها و يثبت انها كانت.  و "لأن الموت لا يوجع الموتى بل يوجع الأحياء"  لا يتألمون.
نحن الأحياء،  نعض على قلوبنا من الألم،  يكسو وجوهنا حزن أسود و تصبح نهاراتنا ك ليالينا،  لا يشرح صدورنا الضوء.
نرتعش من فكرة البرودة فى ثلاجة الموتى، يهزنا بعنف منظر التراب و هو يصفع و جوههم لحظة الدفن،  نحن من يعاني طويلاً من كل تكاليف الوداع، فراقهم و وجع ذكرياتهم،  البقاء مع أشيائهم فى غرفة واحدة، بيت واحد.  نحن من يتأذى إذا مسهم أحد بسوء كما لو كنا هم، نملأ جدراننا بصورهم الكبيرة و الصغيرة،  بالأبيض و الأسود،  أو ملونة. نطالعها بحسرة كل يومٍ و قد نبكي كثيراً، طويلاً.  ثم ما نلبث ان نعود لسرورنا و تعود حياتنا - التى لم تتوقف - إلى سيرها حيث كنا و كانوا.
من يتذكرهم؟
تضيق ذواكرنا بالأحياء، نعبر صورهم على الجدران فى اليوم مئة مرة دون نظرة،  و لا يشعرنا الغبار الذى يغطيها بأي ذنب، يعبرون كلامنا كغصة نتجاوزها مسرعين فى الحديث،  إن كنا ننسى أو ندعى النسيان فليس ثمة فرق..
عذراً أيها الموتى ؛ تضيق ذواكرنا بالأحياء،  و تظل رحمة الله أوسع.